بقلم : أحمد السكسيوي
ahmedsaksioui@gmail.com
السباق نحو السلطة, هو سباق أزلي منذ عصر اليونان عندما كان الامراء والحكـام يتسابقون نحو ضم الاقاليم الى ممالكهم وذلك بالضغط والاجبار والغزو وكلهـــا صـور لنتهاك حرية الاختيار والتوجه السياسي السليم والحر, لدى يفرض الــ ـرأي الـــواحــد والحاكم الواحد.
ان سلطة القوة في اتخاد القرار السيـــاسي وفرض تيـــار اديولوجي سيـاسي معـــين قد تواصـل الي يومـنا هذا بصـورة أقل في المـجتمعات المتقدمـة بـخلاف المـجتمعــات المتخلفة الا ان الوسـائل اختـلفت, وذلك لمـا شهده العـالم من تطــور فكــري وعلـــمي ولم تبـقى للادوات القديمة-الغزو والاحتار والضغط المسلح- اي وجود, ثم ان التخلـص الجزئي من الديكتاتورية والتخلف اساسه تهيئة الشعب عن طـريق (التــوعية والتــعليم) لــــقد تمت معالــجة هدا الموضــوع في دراســـة رائـعة لجين شــارب تحــت عنــــوان "مــن الديكتاتورية الي الديمقراطية - اطار تصوري للـــتحرر -" يطرح فيه في البـداية سـؤال كيف تستــطيع الشــعوب القضــاء على الانظــمة الديكتاتورية ؟ وقد بدا الكـاتـب دراسـته بالحديث عن ضرورة مواجهة الديكتاتورية باسلوب واقعي, هـذا الاسلوب قــد اسـعملته أوروبا لمواجهة الحكم المطلق, هذا ولقد كان للصراع السياسي دور في ولادة الديمقراطية ونجاحها, وبعبارة اخرى ادى التطاحـن السياســي الى افاضــة الكأس كـما يقولون, وقد خاض الغربيون صراعا طويلا ومريرا ضد الحكم المطلق.
العالم العربي كرقعة جغرافية تهمنا فان المسار السياسي الحديث لم يظــــهر الا بعد الخـمسين سـنة الثانية من القـرن المــاضي, فقد كالنـــظام سيــاسي قبل ذلــك يستــمد من المـرجعية الاسلامية تم بعد ذلـك زواج العـرب بين الاسـلام وبين المـبادئ السياسية التي توصل اليها الغرب, لكن الاشكال هنا ابتعادنا عن التعليم ونشر السياسة لتصبح كـالتاريخ والرياضيات ليتلقاها الشعب.هذا الاشكال انتج لنا شرخ بيننا وبين الخطاب السياسي.
في أوروبا كانت لثورة السياسية والثورة الفكـرية كل الفضل في ترسـيخ الديمقراطية بمعنى لم يقـتصر الاصلاح على التجـربة الواقعية المـرتبـطة بالنظـام السياسي بل كانت التجربة النظرية المتمتلة في فلسفة الانوار لها الدور في صياغة الديمـقراطية...المشـكل الاخـر الذي يعـاني منه الرب ودول العـالم الثالت هي ستـنساخ القـوانين دون مراعات الجانب الخاص للمجتمعات العربية...في مصر بدا الشعب يخط اولى خطوط الديمقراطية الا انهـم مازالـواْ لـم يتعلمواْ الـدرس السـياسي القائل " لا يجب تزعيم اوتأليه الرئيس " مشكلة الشعب هي انهم ليس لديهم وعي سياسي, وكــذلك يجــب على السيـــاسيين ان يبتعدوا عن الانانية او كـما تحدث عنها بيـلا غرانبرغرفي دراسـته " النـرجسية - دراسة تحليلية " والذي يمكنه ان يتطور ليصبح جنون السلطة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق