الأحد، 20 أكتوبر 2013
6:59 ص

سأحلُمُ محمود درويش

سأحلُمُ ، لا لأُصْلِحَ مركباتِ الريحِ

أَو عَطَباً أَصابَ الروحَ

فالأسطورةُ اتَّخَذَتْ مكانَتَها المكيدةَ
في سياق الواقعيّ . وليس في وُسْعِ القصيدة
أَن تُغَيِّرَ ماضياً يمضي ولا يمضي
ولا أَنْ تُوقِفَ الزلزالَ

لكني سأحلُمُ ،
رُبَّما اتسَعَتْ بلادٌ لي ، كما أَنا
واحداً من أَهل هذا البحر ،

كفَّ عن السؤال الصعب : مَنْ أَنا ؟ ...
هاهنا ؟ أَأَنا ابنُ أُمي ؟

لا تساوِرُني الشكوكُ ولا
الرعاةُ أو الملوك يحاصرني

وحاضري كغدي معي
ومعي مُفَكِّرتي الصغيرةُ : كُلَّما حَكَّ
السحابةَ طائرٌ دَوَّنتُ : فَكَّ الحُلْمُ
أَجنحتي .
x
أنا أَيضاً أطيرُ . فَكُلُّ
حيّ طائرٌ . وأَنا أَنا ، لا شيءَ
آخَرَ


واحدٌ من أَهل هذا السهل ...
في عيد الشعير أَزورُ أطلالي
x
البهيَّة مثل وَشْم في الهُوِيَّةِ .
لا تبدِّدُها الرياحُ ولا تُؤبِّدُها
... /
وفي عيد الكروم أَعُبُّ كأساً
من نبيذ الباعة المتجوِّلينَ ...

خفيفةٌ
روحي ، وجسمي مُثْقَلٌ
بالذكريات وبالمكان

/
وفي الربيع ، أكونُ خاطرةً لسائحةٍ
ستكتُبُ في بطاقات البريد : على
يسار المسرح المهجور سَوْسَنَةٌ وشَخْص
غامضٌ . وعلى اليمين مدينةٌ عصريَّة )) /

0 التعليقات:

إرسال تعليق